بين الحرية والسيطرة: إزاي تربي طفلك تربية متوازنة؟

إيه العلاقة بين التربية… وبين الطبخ؟ 

الاتنين مهم يكون فيهم توازن 

في الطبخ: 

لو حطيتي ملح زيادة، الأكلة باظت. ولو نسيتي تحطي ملح، مفيش طعم.

في الحالتين النتيجة هتكون واحدة : اكل مايتاكلش

في التربية: 

غياب التوازن بيسبب كوارث نفسية وسلوكية بتأثر على حاضر ومستقبل الطفل

التوازن في التربية هو إنك توازني ما بين إنك ترسمي حدود واضحة، وبين إنك تسيبي مساحة للطفل يتحرك فيها من غير مايحس إنه مخنوق ومحاصر طول الوقت

لكن معظمنا، من غير ما ناخد بالنا، بيقع في غلطة من الغلطتين :

يا إما السيطرة المفرطة

 اللي فيها كل حاجة “ما ينفعش” و”اسمع الكلام وخلاص”.
تبان من بره مثالية… لكنها بتخلق طفل معقد، بيتعود يتبع الأوامر بدون تفكير 

أو التساهل الزايد

اللي فيها كل حاجة بتتقابل بالـ نعم وحاضر، وكل طلب بيكون مجاب.
بتخلق طفل معندوش خطوط حمرا، ومش بيفكر في عواقب أفعاله

ممكن تكوني بتسألي نفسك دلوقتي، إزاي أربي ابني بطريقة صحيحة؟ 

وده اللي هنجاوبك عليه بالتفصيل في الجزء الجاي 

السيطرة الصحية: حجر الأساس في التربية المتوازنة

 “السيطرة” أو “الحدود” اللي بتفرضيها مش معناها أوامر ونواهي
لكن هي إطار واضح الطفل يقدر يتحرك جواه بأمان.

وده اللي بنسميه الانضباط البنّاء أو السيطرة الصحية 

 وهو أسلوب بيساعد الطفل يفهم نتيجة أفعاله، ويتعلم منها، من غير ما يحس إنه مجبر على فعل معين.

ده هينتج عنه طفل بيعرف ياخد قرارات صح، ويتحمل مسؤولية اختياراته.

إزاي نحط حدود من غير ما تبان كأنها قواعد إجبارية؟ 

١. حددي التوقعات من الأول

خلي القواعد واضحة وبسيطة، ما تسيبيش الأمور مفتوحة للتفسير.
قوليها ببساطة، وكرريها كل ما تحتاجي:

“إحنا ما بنجريش جوه السوبر ماركت.”
“مينفعش ندخل البيت بالشوز.”

٢. امشي على قاعدة التلات تذكيرات

• أول مرة: وصّلي الرسالة بهدوء 
• التانية: حددي العاقبة لو التصرف استمر
• التالتة: نفّذي العقاب

٣. فهميه إن القواعد مش للسيطرة، لكن للحماية

لما الطفل يعرف إن القواعد اللي بتحكمه مش معمولة علشان تعاقبه،
لكن علشان تحميه وتحمي اللي حواليه،
بيبدأ يتقبلها…
وساعتها، تقدري تسيبي له مساحة يتحرك فيها بأمان.

وده بيفتح الباب لفكرة تانية مهمة جدًا:
الحرية.

الحرية في التربية مش معناها إنك تسيبي الطفل يختار كل حاجة،
الحرية الحقيقية هي إن الطفل يتعلم يختار جوه إطار آمن انتي اللي محدداه

الطفل محتاج يضحك، يلعب، ويتنطط…
زي ما محتاج يعرف يذاكر، يوضب أوضته، ويتحمّل مسؤولية.
والاتنين مش ضد بعض.

كمان جزء مهم من الحرية إنك تشركيه في قرارات تخصه:

 تحب ناكل ايه، تحب تلبس إيه في خروجة النهاردة، تحب نروح فين 

الاختيارات دي بسيطة، بس بتبني شخصيته 

وبتخليه لما يكبر، يعرف ياخد قرار، ويتحمل نتيجة أفعاله 

الحرية كمان في التعبير، مش بس في الفعل

الطفل لازم يحس إنه يقدر يتكلم من غير ما يتهاجم.
لما يسأل “ليه؟”، ماينفعش دايمًا نرد بـ “علشان أنا قلت كده”.
خليه يعرف إنك بتحترمي رأيه، حتى لو مش هتوافقي عليه.

في النهاية … 

خليكي عارفة إن كل مرة بترسمي فيها الحدود… وكل مرة بتديله مساحة يختار وياخد قرار…
انتي بتبني شخصية سوية، متزنة، ومسؤولة 

لو حابة تكملي المشوار ده بشكل أعمق،
وتعيشي أمومة حقيقية، وتبقي النسخة الأفضل من نفسك
وتربّي أولادك تربية سليمة… وتبني بيت متوازن ومستقر،
بدعوكي للاشتراك في البرامج اللي بقدمها اللي بتساعدك تعيشي تجربة أمومة حقيقة
(أمومة حقيقة – مدبر الأمر – Super power – اجتماعات العائلة + دستور شجرة العائلة )